فرض في مادة اللغة العربية

الثانوية التأهيلية ابن سينا اللغة العربيـــــــــــــــــــــــــة ثانية بكالـــــــــــــــوريا آداب و علوم إنسانية
ذ . محمد تبالـــــــــــــــــي الفرض الثاني / الدورة الثانيـــة
2008 / 2009 مدة الانجاز : ساعــــــــــــــــــــــــــــــــــــتان

مكون النصوص : ( 14 نقطة )

و إذا كنا قد اثبتنا بأن رؤية "غلاب" لم تتجاوز في أبعادها مرحلة الحصول على الاستقلال، فإننا مع ذلك لا بد أن نشير إلى أنه لا يمكن القول بأن فكر "غلاب" يعكس تطابقا كاملا مع الوعي القائم للفئة الاجتماعية التي ينتمي إليها أو التي يعبر عنها، فهو على العكس من ذلك و إن كان يمثل موقفا يدخل في علاقة تصالح مع الواقع القائم، إلا أنه يعبر عن وعي ممكن بالنسبة لتلك الفئة الاجتماعية، و هذا الوعي يهدف إلى تحقيق توازن فعلي بين الفئة المذكورة، و ظروف الواقع الجديد ( و هو واقع عهد الاستقلال ). و لقد كانت إعادة كتابة التاريخ بأسلوب روائي وفق ذلك التصور الذي حللنا عناصره عند غلاب كفيلة بتصوير هذا التوازن خصوصا و أن عناصر الاستمرار الواقعية التي كانت لهذه الفئة في العهد الاستعماري. وقد تجلت في النضال المباشر ضد الاحتلال، لم تعد موجودة بعد تحقيق الاستقلال. لهذا تم تعويض الممارسة الواقعية بوسائل استمرار إيديوليوجية تمثلت في تلك الروايات التي أبدعها "غلاب" أو ما يوازيها من كتب تاريخية و مذكرات و أبحاث اجتماعية، كلها عادت إلى تلك المرحلة السالفة من أجل إحياء عهد النضال، مع الإلحاح الشديد على الأدوار الذاتية.
و إذا كانت روايات "غلاب" قد عبرت فقط عن الوعي الممكن عند بعض فصائل البورجوازية الوطنية فذلك يعني أنها لم تأخذ بعين الاعتبار أصناف الوعي الممكن للفئات الاجتماعية الأخرى، و خاصة تلك التي كانت تنتقد الواقع و تطمح إلى ما هو أفضل. لذلك و بحكم هذا الاهتمام الضيق بالمشاكل الذاتية التي كانت تعانيها تلك الفصائل المنتمية للبورجوازية الوطنية، بقيت روايات "غلاب" في نطاق التصالح مع الواقع الكائن، خاصة و أننا أثبتنا في الخلفية السوسيولوجية بأن تلك البورجوازية كانت بالفعل قد أخذت بعد الاستقلال تدخل في علاقة تصالح مع الفئة الاجتماعية السائدة، وتتلاءم مع العلاقات الجديدة التي أصبحت لهذه الأخيرة مع الغرب.
لقد رأينا بأن موقف المصالحة يتجاوز حدود مثقفي البورجوازية الوطنية في بعض الأحيان، و قد تبين لنا ذلك عند دراستنا لبعض روايات "ربيع مبارك" الذي يتعامل معه النقاد عادة بأنه يعبر عن فكر البورجوازية الصغيرة. و إذا وجدنا أن فكره يلتقي و خاصة في روايته " رفقة السلاح و القمر" و " الريح الشتوية " مع موقف المصالحة، ذلك أنه عندما يتناول الأحداث التاريخية المرتبطة أيضا بفترة الاستعمار، يتعامل مع الواقع كذكرى حافلة بالنضال، و لكنه هو الآخر يقف بالتاريخ عند النقطة السعيدة التي عبر عنها بشكل أوضح " عبد الكريم غلاب ". و لا نريد الآن أن نعود إلى الكلام عن التفاصيل و الخصوصيات التي ميزت كل روائي على حدة. فهذه أشياء عرضنا لها أثناء التحلبل المباشر للأعمال الروائية. و لكن المهم هو المستوى العام الذي تلتقي عنده رؤى الروائيين و مواقفهم من الواقع الاجتماعي. و لا شك أن اعتبار الروائي " مبارك ربيع " تارة متصالحا مع الواقع و أخرى منتقدا للواقع قد أثار كثيرا من التساؤلات لدى القارئ، غير أننا أوضحنا في المقدمة المنهجية أن على النقد أن يتعامل مع الابداع في علاقته بالإيديولوجيا التي يعبر عنها المبدع، لا في علاقته بالانتماء الاجتماعي المباشر لهذا الأخير. و لهذا لا يبدو لنا غريبا على الاطلاق أن يعبر" مبارك ربيع " في روايته " الطيبون" عن موقف انتقادي، بينما يعبر في روايتيه المذكورتين سابقا عن موقف متصالح تجاه الواقع.


إننا نعتبر حالة هذا الروائي مؤيدة لبعض المنطلقات النظرية التي وضعناها في بداية المدخل العام، ذلك أن محاكمة المبدعين وفقا لانتماءاتهم الاجتماعية بشكل مباشر، كثيرا ما قاد دارسي الفن الروائي على الخصوص إلى الوقوع في شرك النظرة الآلية لعلاقة الإبداع بالواقع.
حميد الحميداني، الرواية المغربية و رؤية الواقع الاجتماعي- دراسة بنيوية تكوينية- الطبعة الأولى 1985ص 525-526.

حلل النص تحليلا متكاملا، مبينا مرجعه المنهجي، و مظاهر الاتساق و الانسجام فيه.

مكون المؤلفات : ( 6 نقط )

إذا كان موضوع رغبة سعيد مهران هو الانتقام، فإنه وجد في بحثه عنه قوى فاعلة مساندة و أخرى معاكسة.
اكتب موضوعا تشرح فيه النموذج العاملي الذي تنتظمه القوى المذكورة، مسترشدا بما يلي :

تأطير الرواية.
تحديد مكونات النموذج العاملي لانتقام سعيد مهران.
تركيب النتائج و تقويم المؤلف.